حكومة «السين - سين» سليمان - سلام
جوزف الهاشم
Friday, 03-Jan-2014 00:29
المولود الحكومي المنتظر الذي تعثَّرتْ به الولادة الطبيعية على مدى الأشهر التسعة، إنْ لم تخضع ولادته لعملية قيصرية في مستشفى بعبدا الحكومي، فقد يتعرض هو والأم للخطر.
وليس في وُسْعِ شرعية "السين - سين" اللبنانية أيْ الرئيسين: سليمان وسلام أن يتحّملا مغبَّة الإنتظار، أو مسؤولية تأليف حكومة من الآذاريين بعد
اغتيال الوزير السابق محمد شطح، مخافة تعريض وزراء 14 آذار للإغتيال، ولم يبق أمامهما - وتحت طائلة المسؤولية - إلاَّ تأليف حكومة بما يُشْبه التجنيد الإجباري.
الرئيس صائب سلام الأب، ومع أوائل عهد الرئيس سليمان فرنجية سنة (1972) ترأّس حكومة وجوهٍ جديدة عُرِفتْ بحكومة الشباب أو التكنوقراط، وكان يومها زعماء البلاد من رجالات الأحجام التاريخية والثقل الشعبي والمستوى السياسي الرفيع، خلافاً لما منَّ علينا به الزمان، من أشباه الرجال وأشباح الزعامات.
ومع أوائل عهد الرئيس فؤاد شهاب، وبعد ثورة (1958) تألَّفت الحكومة من أربعة وزراء فكانت تمثل كل لبنان بكل طوائفه وزعاماته، فيما الزعامات الطائفية التي بُلينا بها في زمن الأصوليات، تنتشر اليوم في الأحياء والزواريب كمثل أوكار النمل، ليس بسبب ازدياد عدد الطوائف بل بسبب ازدياد عدد الطائفيين، وبسبب تطييف كل الأشياء وكل المخلوقات الحية والجمادات.
نحن نعرف أن الحكومة المطروحة أمام تمام سلام الإبن تعترضها عقبات كثيرة، لأن سلطة الأرض لا تزال تحاول الإستقواء على سلطة الحكم.
إنها المعادلة التي واجهت الرئيس أمين الجميل، فاستعان بحكومة أضخم الأحجام وأكبر الكبار، ولأن سلطة الأرض كانت أقوى من سلطة الحكم، فلم تستطع حكومة الكبار من انتشال "زير" السلطة من بئر الشارع.
وإن معادلة الأرض وسلطة الحكم لا تزال تطرح نفسها بإلحاح في حلبة المبارزة، فإن استمرّ الحكم بالإنكفاء فقد تصبح سلطة الحكم على الأرض، وعلى الأرض يا حَكَم.
ليس من شأن الناس، والبلاد تتراقص على كفوف العفاريت وسيوف أهل الكهف، أنْ يتحملوا مخاطر الفراغ السلطوي، ولا عنْف الإصابات من تناطح القرون حيال حجم الحكومة وشكلها، واللون والهوية والإنتماء والإشتغال بتصنيف أجناس الملائكة، وإنما من حق الناس على الحكم أن يؤلف لهم حكومة تقيهم على الأقل شر المطر.
ولأننا في أي حال نفتقد الوزراء الفرسان على شاكلة النورمانديين الذين فتحوا أبواب جزيرة صقلية، فإننا نرضى بحكومة: أرِدْ ما يكون إن لمْ يكنْ ما تريد، وما همَّ أنْ يدخل وزراؤها الميامين باب الحكومة على صهوة جواد أو على ظهر دابَّة، عملاً بقول الشاعر:
وما عن رضىً كان الحمارُ مطيَّتي ولكنَّ مَنْ يمشي سيرضى بما رَكِبْ
وليس في وُسْعِ شرعية "السين - سين" اللبنانية أيْ الرئيسين: سليمان وسلام أن يتحّملا مغبَّة الإنتظار، أو مسؤولية تأليف حكومة من الآذاريين بعد
اغتيال الوزير السابق محمد شطح، مخافة تعريض وزراء 14 آذار للإغتيال، ولم يبق أمامهما - وتحت طائلة المسؤولية - إلاَّ تأليف حكومة بما يُشْبه التجنيد الإجباري.
الرئيس صائب سلام الأب، ومع أوائل عهد الرئيس سليمان فرنجية سنة (1972) ترأّس حكومة وجوهٍ جديدة عُرِفتْ بحكومة الشباب أو التكنوقراط، وكان يومها زعماء البلاد من رجالات الأحجام التاريخية والثقل الشعبي والمستوى السياسي الرفيع، خلافاً لما منَّ علينا به الزمان، من أشباه الرجال وأشباح الزعامات.
ومع أوائل عهد الرئيس فؤاد شهاب، وبعد ثورة (1958) تألَّفت الحكومة من أربعة وزراء فكانت تمثل كل لبنان بكل طوائفه وزعاماته، فيما الزعامات الطائفية التي بُلينا بها في زمن الأصوليات، تنتشر اليوم في الأحياء والزواريب كمثل أوكار النمل، ليس بسبب ازدياد عدد الطوائف بل بسبب ازدياد عدد الطائفيين، وبسبب تطييف كل الأشياء وكل المخلوقات الحية والجمادات.
نحن نعرف أن الحكومة المطروحة أمام تمام سلام الإبن تعترضها عقبات كثيرة، لأن سلطة الأرض لا تزال تحاول الإستقواء على سلطة الحكم.
إنها المعادلة التي واجهت الرئيس أمين الجميل، فاستعان بحكومة أضخم الأحجام وأكبر الكبار، ولأن سلطة الأرض كانت أقوى من سلطة الحكم، فلم تستطع حكومة الكبار من انتشال "زير" السلطة من بئر الشارع.
وإن معادلة الأرض وسلطة الحكم لا تزال تطرح نفسها بإلحاح في حلبة المبارزة، فإن استمرّ الحكم بالإنكفاء فقد تصبح سلطة الحكم على الأرض، وعلى الأرض يا حَكَم.
ليس من شأن الناس، والبلاد تتراقص على كفوف العفاريت وسيوف أهل الكهف، أنْ يتحملوا مخاطر الفراغ السلطوي، ولا عنْف الإصابات من تناطح القرون حيال حجم الحكومة وشكلها، واللون والهوية والإنتماء والإشتغال بتصنيف أجناس الملائكة، وإنما من حق الناس على الحكم أن يؤلف لهم حكومة تقيهم على الأقل شر المطر.
ولأننا في أي حال نفتقد الوزراء الفرسان على شاكلة النورمانديين الذين فتحوا أبواب جزيرة صقلية، فإننا نرضى بحكومة: أرِدْ ما يكون إن لمْ يكنْ ما تريد، وما همَّ أنْ يدخل وزراؤها الميامين باب الحكومة على صهوة جواد أو على ظهر دابَّة، عملاً بقول الشاعر:
وما عن رضىً كان الحمارُ مطيَّتي ولكنَّ مَنْ يمشي سيرضى بما رَكِبْ
الأكثر قراءة